همتي لأمتي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همتي لأمتي



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نظرات فى القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
همتي لامتي 2




عدد المساهمات : 105
نقاط : 313
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/05/2011

نظرات فى القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: نظرات فى القرآن    نظرات فى القرآن  Icon_minitime1الإثنين مايو 16, 2011 2:35 pm

نظرات فى القرآن
القرآن كتاب لايستطاع عزله عن الحياة أبدا . وهل نزل إلا ليخطـِّئ أو يُصوِّب من أفكارها ؟ وإلا ليمحو أو يثبت من أحوالها ؟ .
إنه كتاب الحياة المفعمة بالحركة المتجددة على الدهر ، ولكنها الحياة القائمة على الحق المطلق ، الدَّارجة على الصراط المستقيم .
وربما حلا لبعض الفلاسفة والمفكرين أن يغلقوا على أنفسهم الأبواب ، ثم يرسلون من نوافذهم نظرات شاردة أو صائبة إلى الأفق البعيد .. لكننا نحن العلماء المسلمين ما نستطيع إيصاد الأبواب بين كتابنا الأعظم وبين العالم المائج بالخير والشر ، كيف ؟ ووظيفة كتابنا أن يتوسط الميدان ليقيم العدالة ويأذن بمرور مواكبها ، وليقمع الجهالة ويحبس زبانيتها فى نطاق يرد كيدهم ... ؟؟ .
ومن هنا تكاتف سادة الغرب ، وتجار الإستعمار على محاربة القرآن بالحيلة والقوة معا . ألست ترى اللصوص إذا أرادو سرقة بيت اجتهدوا فى تحطيم مصابيحه أوقطع تيار النور عنها ، حتى إذا عم الظلام وسرت الفوضى ، اشتغلوا بالسلب والنهب وهم آمنون . إن ذلك ما فعله الغرب وهو يمد يده الآثمة لسرقة العالم الإسلامى .
لقد ركز هجومه على القرآن نفسه ليأتى على الجزء الباقى من استضاءة المسلمين به ، حتى أقاموا حجابا كثيفا بين الأمة المصابة وبين قرآنها ، خلا له الجو ففعل ما يشاء .
ولنعترف بأن الغارة التى شنها علينا الجنس الأبيض الهابط من الشمال قد حققت بعض أهدافها ، وأنها أفلحت فى خلق طوائف غريبة عن القرآن وثقافته ، كما أفلحت فى توهين الحفظة ، وتحقير شأنهم ، وإذلال جانبهم فى دنيا الناس . بيد أن الجهاد كرٌ وفرٌ ، وما تنسحب عنه من أماكن قد تسترجعه بطول السير ومواصلة العمل " وتلك الآيام نداولها بين الناس "
إن سياسة تحفيظ القرآن بحاجة ماسة إلى مراجعة ، كيَّما تحقق الغاية النبيلة منها . فنحن نريد بقاء التواتر الذى وصل إلينا حتى يصل كذلك إلى الأجيال التى تخلفنا . ولكننا لانريد كذلك ألا تلتف حول القرآن هذه الجماهير المتأكـِّله به ، النازلة عن خلقه ، المنحرفة عن طريقه ، التى تستوعب أحرفه تجويدا وترتيلا ، ولاتعى من وصاياه شيئا يرفع رأسها أو يزكى نفسها ....!!!.
إننا نريد إشاعة الثقافة الإسلامية المنبعثة من هذا الكتاب العزيز ، وتفقيه العامة والخاصة فى روحه وشرائعه ومقاصده وآدابه ؛ نريد أن تعرف الأمة المنزلة السامية للوحى الإلهى الذى اختصَّت به ، والواجب الكبير الذى يفرضه عليها .. وأجدنى هنا مسوقا إلى أمر ذى بال ، إن تكليف القرآن أن يخلق من الطفولة العقلية رجولة ناضجة ، والنقص فى المواد الإنسانية الأولى للتكوين الصحيح شئ يعز على العلاج .
ونحن نكلف الدين شططا حين ننتظر من كتابه الكريم أن يصنع المستحيل والمشكلة ليست فيما يصنعه الدين بذوى العاهات العقلية والروحية ؛ إنما المشكلة ما تكون حال الدين إذا حمله أولئك المصابون التعساء ؟
كيف يعرضونه مستقيما هاديا وهو يخرج من أفسهم كما يخرج الشعاع من زجاج محدَّب لا تكاد تبصر على ضوئه شيئا ؟؟ .
إن الله عز وجل يقول لنبيه : ( وكذلك نصرف الآيات ـ وليقولوا دَرَسْت ولنـُبـَيـِّنه لقوم يعلمون ) .
بيد أن قيادة الحياة إلى الله لا تستمد رجالها من هؤلاء وأولئك ، إن قمة الكمال الإنسانى النابت فى ربوع القوة والنور والحركة والعزم والقرآن الكريم يجئ إلى البشر أجمعين ليبنى قواهم على الحق ، ولينشئ عواطفهم على الخير ، وليجعل التعاون والبر والتقوى ، الصلة الفذة لمجتمعهم ، والغاية الكبرى من تواصل عمرانهم .
إن كثيرا من المسلمين جعلوا القرآن على هامش حياتهم ، وتركوا حفظه ودرسه للمنقطعين والمصابين وهم بذلك يخونون الله ورسوله ، ويخونون أنفسهم . وإبعاد القرآن عن الحياة العامة ليكون نغما للمرتزقة بأصواتهم ، أو شارة للفاشلين فى دنياهم نذير شؤم يتهددنا بأوخم العواقب ..
إننا نريد أن يكون القرآن ضياء لآفاق حياتنا كلها ، كما يستضئ العالم بالشمس فى رائعة النهار .. !!
قراءة فى كتاب : ( نظرات فى القرآن ) للشيخ محمد الغزالى رحمه الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظرات فى القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الألوان في القرآن الكريم
» إعجاز القرآن وأنواعه
» الذكر المستحب قوله بعد تلاوة القرآن الكريم
» برنامج لتحميل القرآن الكريم كاملا
» الذكر المستحب بعد تلاوة القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همتي لأمتي :: منتدى الإسلامي :: قسم المكتبة الإسلامية-
انتقل الى: