ملائكة الرحمة في بيو تنا

ملائكه الرحمه في بيوتنا

نلمس عزوف كثير من الناس عن بيوتهم ، وشكواهم من عدم استقرار
الأوضاع فيها ، ومن قله البركه ، وعدم وجود الطمأنينه.
فما هي الاسباب الكامنه وراء ذلك ،شك ان أبرزها هجران الملائكة لكثير من البيوت ، ونعني بالملائكه هنا ملائكه الرحمه ،
التي تتنزل بالسكينه على البيوت والنفوس ، وإلا فهناك من الملائكه من لايفارقون الانسان ، ولا يخلو منهم
بيت كالملائكه الموكلين بحفظ بني آدم بأمر الله وإحصاء أعمالهم او ملائكه الموت .
كثير منا يرى ان الملائكه لا تجتنب من البيوتات الا ماكان فيه كلب او صوره، وهذا حق لا مريه فيه
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه البخاري عن طلحه رضي الله عنه ((لا تدخل الملائكه بيتاً فيه كلب او صوره)) ، ويراد بالصور هنا ما كان منحوتاً على هيئه انسان او حيوان ، او بعباره اكثر ايجازاً : كل مخلوق فيه روح وذلك
لان فيه ايجادها على تلك الهيئه مضاهاهً لخلق الله سبحانه وتعالى ، وليس ذلك متحققاً في الصور ((الفوتوغرافية ))على اصح الاقوال.
لو كانت الملائكه لا تمتنع الا من البيوت التي تحوي بين جنباتها صوراً او كلاباً ، كما هو ظنناً ، لكانت بيوتنا مرتعاً لملائكه الرحمه.
ولحفتنا ، ولغشيت بيوتنا السكينه لخلوها منها او من كثير مما ذكر ، ولكن ثمه امور اخرى غفلنا عنها ، او قصر علمنا عنها ، وهي متفشيه فينا ، تجلب مقت الله وحرمان الملائكه من دخول البيوت ، ولعلي لا ابالغ اذا قلت ان قله من الناس من يسلمون منها .
ومن هذه البيوت بيت قاطع الرحم ، بل الامر اشد وهو ان الملائكه لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم ،
فعن عبدالله بن ابي أوفى رضي الله عنه ان النبي صلى اله عليه وسلم قال : ((ان الملائكه لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم )).
ومن الاسباب في حرمان البيوت من دخول الملائكه البيت الذي فيه عاق لوالديه ، وكم شقي بعقوق الوالدين من أناس ، بل كم شقيت به من مجتمعات ، فظلت تصبح وتمسي في غضب الجبار سبحانه ، وتتفياً ظلاله ، وذلك ان الملائكه ملائكه الرحمه ، لا تدخل بيتا تعاقر فيه الكبائر ، واي كبيره اعظم من عقوق الوالدين .
قال البني صلى الله عليه وسلم : ((الا انبئكم باكبر الكبائر )) قلنا بلى يارسول الله ، قال : ((الاشراك بالله وعقوق الوالدين )).
ومن البيوت التي لا تدخلها الملائكه ، بيت آكل مال اليتيم ، وبيت من آكل اموال الناس ظلماً ، لو لم يكن من وعيد الا قول الحق سبحانه وتعالى : (إن الذين يأكلون أموال اليتمى ظلماً إنما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيراً)النساء :10
لكان كافياً . قال بعض العلماء : اكل مال اليتيم جالب لسوء الخاتمه ، اعاذنا الله من ذلك .
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من اكل اموال اليتامى ، وعُدُ ذلك من المهلكات ، فعن ابي هريره رضي الله عنه ان الرسوا صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنيوا السبع الموبيقات ))، وذكر منها : ((اكل مال اليتيم )).
ويلحق باليتيم منهم كالايتام كالغرباء الذين ياتون للعمل من الخدم والعمال الذين يحق لهم الظلم والحيف من قبل مخدوميهم وكفلائهم ، حيث لا يراقبون فيهم الا ولا ذمه .
ومن البيوت التي تنادي عنها ملائكه الرحمن تلك المنازل التي تضوع بداخلها الروائح الكريهه العفنه الخبيثه ،
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ((الملائكه تتاذى مما يتاذى منه بنو آدم ))، وفي روايه ((تتاذى مما يتاذى منه الانس )).
ومما عمت به البلوى في هذه الازمان ان بيوتات كثير من الناس أضحت تعج بالروائح الكريهه الصادره عن ((الدخان))،فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا ان نقرب الثوم والبصل الا بعد إماتتهما طبخاً ، رغم مافيهما من فوائد صحيه، فكيف برائحة ((الدخان))
التي جمعت بين الضرر في الدين والاضرار الصحيه والاقتصاديه. ومما تتاذى منه الملائكه كذلك رائحه البول المنتقع، وذلك ان البول اذا ترك مده في المنزل ظهرت منه رائحه خبيثه كريهه ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ثم علل بقوله: ((ان الملائكه لا تدخل بيتا فيه بول منتقع )).